تخطى إلى المحتوى

الآثار الجانبية لبناء السدود المائية

FavoriteLoadingأضف إلى المفضلة

تعرف السدود بأنها الحواجز التي ينشئها الإنسان ليحجز الماء خلفها، وليروض مسار الأنهار والمجاري المائية الطبيعية، وقد أنشأ الإنسان منذ القديم السدود لتوفير احتياجاته من مياه الشرب، ومياه ري المزروعات، وكذلك بهدف تنظيم الموارد المائية الموجودة واستغلالها بشكلها الأمثل، وكذلك لمنع حصول فيضانات، أي بهدف السيطرة على المجرى المائي، ومن الممكن أن يكون الهدف من إنشاء السد هو تحقيق أكثر من فائدة معاً.

أنواع السدود:

بناء على المادة التي ينشأ السد منها، تعتبر السدود بشكل عام من نوعين:

السدود الخرسانية أو البيتونية:

هي السدود التي يبنى فيها جسم السد وأجزاؤه الكاملة من البيتون المسلح، ويجب أن تكون التربة اتي يجري إنشاء السد عليها قادرة على تحمل هذا الضغط الكبير الناتج من وزن هذا البيتون.

السد الترابي/الركامي:

الذي يتألف من الحصى أو الركام والرمال، ويتم تبطين هذه المواد بطبقة من الاسمنت، ولا تحتاج هذه السدود لأساسات ضخمة لأن الوزن المنقول للتربة سيكون أقل من حالة السدود الاسمنتية، وبالتالي فإن كلفة الإنشاء ستكون أقل بكثير، لكنه سيكون أكثر عرضة للتصدعات، ويتوقف الأمر هنا على العديد من العوامل، فالعوامل الخارجية يختلف تأثيرها حسب قوتها، كالزلازل، البراكين، والمتفجرات في الدول التي تعاني من الحروب، بالإضافة لنوعية التربة ومقاومتها، وسلامة الدراسات الهندسية.

فوائد السدود:

لم تعد فكرة إنشاء السدود مقتصرة على تخزين الماء والاستفادة منها، بل كذلك صارت تستثمر في توليد الطاقة الكهربائية، وتحسين الملاحة في الأنهار، وتحسين السياحة عبرالاستفادة من شواطئ الأنهار والبحيرات الصناعية الواقعة خلف السدود، كما تمكن الاستفادة منها فيما يخص إقامة مشاريع الاستزراع السمكي في البحيرات. على الجانب الآخر توجد العديد من المساوئ والسلبيات لبناء السدود، ففي البداية يجب ان نعرف أن بناء السد يعني تهجير العديد من السكان من بيوتهم الآمنة، وكذلك التأثير في البيئات الطبيعية الموجودة، وقد تحتجز العديد من الكائنات المائية في السد، ولا تستطيع أن تواصل رحلتها نهو المصب عبر مجرى النهر. كذلك فإن إنشاء السد يعني حجز السد للطمي الغني بالمواد الخصبة، والذي هو بمثابة السماد الطبيعي، مما يؤدي لقلة خصوبة التربة في المناطق الواقعة قرب المصب وضفاف النهر، وكذلك يسبب افتقار المناطق الساحلية التي تستقبل مياه النهر للمغذيات الطبيعية، فتتسبب بتضرر المصائد السمكية البحرية. أما الضرر الأكبر فيكون عند انهيار سد بشكل جزئي أو كلي، لا سيما إذا حدث الانهيار بشكل مفاجئ دون علامات تحذيرية مسبقة. كيف نتجنب هذه الآثار الجانبية عند القيام بإنشاء سد؟ عند دراسة السد، يجب أن نعرف مستوى رص التربة الذي يجب أن نصل إليه، وهذا لا يتحقق إلا باستخدام المداحل بفعالية، حيث يجب أن نحدد عدد أشواط الدحي المطلوبة، ونتابع خلال عملنا القيام بإجراء التجارب اللازمة، وذلك حسب المواصفات الفنية المطلوبة، إذ يجب أن نجري تجارب الكثافة الرطبة والجافة، وكذلك بروكتور، وحدود أتربرغ…

في النهاية يجب أن نعرف أن السدود هي أعظم منشآت الهندسة المدنية، والتي تستطيع أن تغير حجماً لا يستهان به من شكل الأرض، فبناء سد واحد كفيل بتغيير مجرى نهر، مما يغير حياة الكثير من الناس في البلدان الواقعة على مسار هذا النهر، وبالتالي فإن عملية بناء سد، ليست بالعملية السهلة، بل هي عملية تحتاج لكثير من الدقة والتخطيط، فإن خطأ واحد سيكون قادراً على أن يجعل مدناً بكاملها أن تنهار، وآلاف البشر سيتعرضون للكوارث، أما الدراسة الكافية والتصميم والإشراف الدقيقين سيشكلون مبنى يغير حياة المنطقة بأكملها نحو الأفضل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin

مقالات أخرى للكاتب